ما هو الحيــاء؟
الحياء كما يعرّفه العلماء ...هو خلق يبعث على اجتناب القبيح حتى ولو لم يرك أحد ....هذا هو تعريف الحياء إنه عاطفة ترتفع بها النفس عن عمل الدنايا ...فعندما تجد نفسك غير قادر على عمل القبيح فاعلم أنه الحياء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (الإيمان بضع وستون- أو بضع وسبعون - شعبه والحياء شعبة من الإيمان) البخاري ومسلم عن أبي هريرة. وقال : ( إن لكل دين خلقاً,وإن خلق الإسلام الحياء) ابن ماجه والطبراني.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو قدوتنا في هذا الخلق فكان عليه الصلاة والسلام أشد حياءً من العذراء في خدرها)ابن ماجه والطبراني .
ومن أعظم شخصيات الإسلام التي تميزت بالحياء هي شخصية سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه , قال فيه صلى الله عليه وسلّم : ( أنه تستحي منه الملائكة من شدة حيائه) عن أم المؤمنين عائشة في مسند الإمام أحمد.
ما الفرق بين الحياء والخجل؟
يظن كثيرون أن الخجل هو الحياء أو أن الخجل جزء من الحياء ولكن الحقيقة أن الخجل عكس الحياء ........ فسبب الخجل شعور بالنقص داخل الإنسان ,فهو يشعر أنه أضعف من الآخرين وأنه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئاً خطأ..وهذا مختلف تماماً عن الحياء فالحياء.....شعور نابع من الإحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفسي رفيعة وعالية استحييت أن أضعها في الدنايا ..فالحيي يستحي أن يكذب أو يسرق لأنه لا يقبل أن تكون نفسه في هذه الدنايا ... ولكن الخجول إذا أتيحت له الفرصة أن يفعل ذلك دون أن يراه أحد لفعل.
هل الحياء صفة يولد بها الإنسان أم أنه يمكن اكتسابه.....؟
نولد جميعاً على الفطرة وهناك حديث جميل للنبي صلى الله عليه وسلّم يقول فيه ( إنما العلم بالتعلّم وإنما الحلم بالتحلّم) عن أبي الدر داء في الجامع الصغير.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول لنا ليس هناك خلق لا يمكن اكتسابه فإذا صبرت تتعلم الصبر, وإذا كنت كذوباً تكون صادقاً بالتدريب وإذا لم تكن حيياً يمكنك أن تكون صاحب حياء بالتدريب أيضاً.
ويكفينا أن نتعلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلّم الذين كان حالهم مختلف قبل الإسلام ولكن بعد أن أسلموا ارتبطوا بهذا الدين وتخلّقوا بأخلاقه.